الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب
بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ، والمتوفى سنة 1206 ه .
وكان هذا
قد أخذ شيئا من العلوم الدينية ، كما كان مولعا بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة
الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وانحراف
كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ،
ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟ .
وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب
الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم
تلق رواجا حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة
من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى
أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل
العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد
كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي انطلقت منها أحزاب الردة .
فراجت
أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد واتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها
. وكان في ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الاجتهاد المطلق ، فهو لا يعبأ بقول أحد من
أئمة الاجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن
يمت إلى الاجتهاد بصلة .
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو
أعرف الناس به ، وقد ألف كتابا في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه
عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها ، قال فيها : ( اليوم ابتلي الناس
بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه ، ومن خالفه
فهو عنده كافر ، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا والله
ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون
) .
- أنظر الكتب : تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ،
و
الصواعق الإلهية في
الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب > اخو المؤسس
وفتنة الوهابية